مقالات وكتاب

فوضى البيض

يمضي تيار علي سالم البيض في الحراك الجنوبي السلمي في غيه ومصادرته حق الآخر في التعبير عن رأيه، وإصراره بـ”غباء” على إفشال فعاليات الآخر بصورة مقززة، وبوسائل لاعلاقة لها البتة بالنضال السلمي، تقترب الى حد كبير من الفوضى والصبيانية.
ربما للإقصاء الذي يمارسه تيار البيض علاقة بتركيبة الرجل؛ فقد مارس ذلك بسادية عند توقيع الوحدة؛ حيث رفض وحدة ابناء الجنوب وانفرد بالقرار؛ بل واشترط خروج علي ناصر محمد واحمد مساعد حسين ومحمد علي احمد من صنعاء.
آخر فصول تيار البيض المسيئة للقضية الجنوبية؛ ماشهدته اليوم قاعة المركز الثقافي بعاصمة محافظة شبوه (عتق)، اثناء فعالية للجنة المنظمة لمؤتمر شعب الجنوب، بحضور رئيس اللجنة محمد علي احمد.
تعبئة مضادة بصورة مخجلة مارسها انصار البيض منذ لحظة وصول محمد علي احمد وفريقه الى شبوه، ووّجوها باحتشادهم الى القاعة بهدف إفساد الفعالية.
ربما كان البيض مسترخياً امام شاشة “عدن لايف”، يمارس طقوسه المعتادة في الاستمتاع بالإعتداء على الآخر، مزهواً بصوره التي اثقلت كاهل من يرفعونها، غير عابئاً بإتساع الهوة بين ابناء الجنوب، والنسيج الاجتماعي الذي تضاف اليه كل يوم جراحاً جديدة بأيدي جنوبية.
ما يحدث شيء معيب يتطلب من العقلاء في تيار البيض – ان كان لهم صوت مسموع- تدارك الموقف، قبل ان يتطوّر الأمر الى خلق ردة فعل من الاطراف الأخرى التي لن ترضى لنفسها بالإهانة في كل مرة. فصمتهم حكمة حتى لا يتحوّل المشهد في الجنوب الى صراع جنوبي – جنوبي وهو ما تعمل عليه القوى المتربصة بالقضية الجنوبية وحراكها السلمي، ويساعدها فيه تيار البيض من حيث لا يدري- او لعله يدري-.
مهما تطاولوا فذلك دليل واضح على عدم قدرتهم على المحاججة، فهم يزايدون على الآخرين بالصوت العالي، بينما الآخر يعمل لمصلحة القضية سياسياً اكثر منهم، ويتمنى استعادة الدولة اليوم قبل الغد، لكنه يبحث عن الكيفية والطريقة الآمنة التي ستصلنا الى بر النجاة بأقل الخسائر.
على هؤلاء ان يتذكروا ان الجنوب للجميع؛ وليس لهم بمفردهم؛ مهما كان حجمهم وضجيجهم، وبالتالي الكل معني بتقرير مصيره، وتحديد مستقبله، وبدلاً من التربص بالآخر، عليهم ان يستغلوا الجهد والوقت الذي يهدرونه عبثاً للملمة صفوفهم المشتتة، وتوحيد قيادتهم، ومجلسهم الذي يتناسل كل يوماً فروعاً ومجالس في مواجهة بعضهم البعض.
مصلحة الجنوب تقتضي من كل الأطراف البحث عن قواسم مشتركة في ظل وحدة الهدف الجامع وان اختلفت المسميات لذا ليس من مصلحة الجنوب وقضيته العادلة ان يعتدي تيار البيض على فعالية الآخر.. وكفى!!

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى