مقالات وكتاب

فوائض الرأسمالية المتوحشة

عندما قدّم المفكر والفيلسوف الألماني كارل ماركس تشخيصه العبقري للرأسمالية الأوروبية كان كمن يرى بعين اليقين مآلات هذه الرأسمالية وآثارها الخطيرة على التوازن الكوني ، مخترقاً حجب الزمان والمكان، ليقرر مرة واحدة وإلى الأبد بأن الرأسمالية تعني الخرائب والقهر الطبقي وتهميش قطاعات واسعة من البشر، وصولاً إلى تحويل هذا القهر الإجتماعي إلى معادلة تتجاوز المكان الجغرافي لتشمل العالم بأسره. تلك النبوءة العبقرية تجلت بكامل حضورها على مدى قرنين من الزمن ، وها نحن نشاهد اليوم أن لعبة المال والسلاح تشكلان قوة كونية يلعب فيها الشيطان البشري دوراً حاسماً ، وتتمدد بخرائبها الشاملة، لتبرر تجارة المخدرات العابرة للقارات، ومافيات المال والسلاح المهددة لطمأنينة العالم، ومباركة الرعب القائم بين فرقاء القوة العالمية.

تلك هي وعود الرأسمالية المنجزة عالمياً، وخاصة في البلدان الفقيرة الأكثر شهية للعولمة الإقتصادية المافيوية، والتي تؤشر بجملتها إلى رأسمالية البدايات المتوحشة، وتنذر بالمزيد من جنون العبادة للقوة المجردة. وبهذه المناسبة لا بد من التوقف أمام الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها الترميز الأكثر تراجيدية لمثل هذه الرأسمالية المأفونة بإرادة القوة والمال المجردين ، ودونما اعتبار لكامل الخيارات المنطقية لتواريخ البشرية الطبيعية.
تفيض علينا رأسمالية القرن الجديد بالمزيد من البلايا ، فيما تؤكد يوماً عن آخر فتوتها الزائفة من خلال مقال ناجز لرؤية صادقة تكاشف الحدث والأحداث.
Omaraziz105@gmail.com

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى