مقالات وكتاب

مشكلة الجنوب في هؤلاء!


لا احبذ وصف القيادات التاريخية الذي يطلقه البعض على قيادات جنوبية حكمت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية “سابقاً” لفترات مختلفة، وارى ان وصف رموز تاريخية اقرب الى الصواب بحق هؤلاء من وجهة نظري المتواضعة.تناولت عدد من وسائل الإعلام خبر لقاء مرتقب يجمع بين تلك الشخصيات في القاهرة خلال الأيام القليلة القادمة، واشارت الى ناصر والعطاس والبيض بالاضافة الى باعوم من الداخل.عكس كثيرون لا توجد لدي ذرة تفاؤل في التقاء الثلاثي – ناصر والعطاس والبيض-، مرد ذلك الى تجارب سابقة شهدتها الفترات القليلة الماضية، باءت بالفشل قبل ان تبدأ، او بعبارة ادق ولدت ميتة.لقاء القاهرة لن يحضره البيض الذي يتمسك بفك الارتباط، وفي كل مرة يشترط فيها على الآخرين تأييد فك الارتباط حتى يتسنى له المشاركة في اي لقاء.بدلاً من الحديث عن لقاءات مرتقبة، و تجنباً لفشلها، على كل طرف ان يعمل وفق مشروعه السياسي ورؤيته، بدل من تعمد تجميدها وتغييرها استجابة لدواع ذاتية او ضغوط خارجية.بقاء هؤلاء الشخوص في واجهة المشهد السياسي الجنوبي خاصة ليس لقدرتهم الفائقة على تحقيق الاهداف، وليس لتأثيرهم على الشارع الجنوبي، وانما لعجز هذا الشارع عن ايجاد البديل خلال سنوات نضاله الممتدة منذ ما يعد حرب صيف 94، وتمسكه بهؤلاء الذين لايجيدون الا انتاج الخلافات اكثر من البحث عن نقاط التقاء والعمل وفق قواسم مشتركة.تابعوا مسيرتهم اللاحقة لمسيرة الحراك الجنوبي السلمي، وستجدون ان خلافات الداخل ترجع اسبابها في المقام الأول والأخير لتلك الرموز، التي للأسف الشديد توقف تفكير البعض منها عند لحظة تاريخية معينة، وعلى ضوءها يتعامل مع الآخر.لا انكر ان لهؤلاء تأثير على مسيرة الحراك الجنوبي، يندرج جله في خانة السلب.اصرار الجنوب على التمسك بهؤلاء وعجزه عن ايجاد القيادة الشابة لمسيرته النضالية يحتاج الى تحليل نفسي، لذ ستبقى مشكلة الجنوب تتجسد في حالة الرفض العجيب للخروج من جلباب هؤلاء والانطلاق نحو المستقبل بدون كوابح، لذا سيحتاج الجنوب الى وقت حتى يتحرر في قراره السياسي وتقرير مستقبله.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى