مقالات وكتاب

الجنوب قضية لا أشخاص

لا يمكن إن يكون المعرقلين لوضع الحلول الناجعة للقضية الجنوبية وبما يرضي شعب الجنوب إنما يعبرون عن حرصهم على أمن واستقرار المنطقة وتجنيبها القلاقل وعدم الاستقرار والقول بغير هذا مغالطة نتائجها سلبية بل ووخيمة على الجميع.
فمن يرفضون الإنصات لنداءات الحراك الجنوبي ويتجنبون الاعتراف به ممثلا للقضية الجنوبية باعتباره المحرك والمتحكم بدفة إدارة الأوضاع في كافة محافظات الجنوب الست أكان هؤلاء في الداخل أو المنطقة أو العالم لن يدفعوا بهذه الأوضاع إلا إلى مزيد من التأزم وربما الانفجار.
ويدرك هولا إن رهانهم على عامل الوقت اثبت فشله بل إن الحراك قد استثمر الوقت الضائع لمصلحته وفي سبيل تعزيز قدرته في الضغط على خصومه وانتزاع اعتراف المجتمع الدولي به كقوة لا يمكن تجاوزها في حال إي ترتيبات بشأن الجنوب حتى إن الجميع بات اليوم يطلب وده وان لم يستجب بعد لمطالبه.
وان كان هناك من يحاول اليوم اللعب على عناصر التناقض بين النخبة الجنوبية بالعمل على دعم هذا لسحب البساط من تحت أقدام ذاك أو لمحاولة صنع قيادات يظن هؤلاء أنها ستسلمهم الجنوب مرة أخرى على طبق من فأن هؤلاء مخطئون أيضا وستكون صدمتهم كبيرة حينما يكتشفون إن قوة ومكانة القائد ومقدار الولاء له في الشارع الجنوبي لا ترتبط باسم شخص ولا بتأريخه ولا بمقدار ما ينفق من المال بقدر ما ترتبط بقياس مدى قرب أو بعد هذا القائد او الزعيم من قضية شعبه وإيمانه بمطالبه وبمقدار ثباته على العهد ووفائه بالوعد وما عدا ذلك فلن يكون هذا القائد سوى مجرد فقاعة ستنفجر في اللحظة التي تبدأ انحرافها عن صف الجماعة وقبل الوصول إلى مبتغاها وبالتالي تكون قد خسرت ذاتها وأحرقت تأريخها دون تستفيد شيئا.
لذلك يبدو مهما التذكير إن تأخير الحلول إنما يدفع الناس إلى البحث عن بدائل أخرى لا ينبغي إن تكون ولكن لن يستطيع أحد منعها خاصة مع حالات الاستفزاز والإصرار على الاستكبار بل وعدم الاعتراف بالشريك والتقليل من ِشأنه والعمل بدأب لتحييده وتبني آخرين ليسوا على علاقة جيدة بالشارع بل ان الغرض من تبنيهم هو الانحراف بقضية ومطالب الشارع.
كما إن من المهم الهمس في آذان الإخوة الساسة الجنوبيين ألا يظنوا إن أحدا منهم يستطيع إن يستمد قوته من غير هذا الشعب أو دون الإخلاص لقضيته والاستعداد للموت في سبيلها ،لان احدهم إن ظن هذا فلن يكون سوى كمن خسر دنياه وآخرته لأنه سيضيع تأريخه وسيكون في نظر شعبه ونظر من أشاروا له بالانحراف عن المسار الذي اختطه هذا الشعب مجرد مراهق كان يبحث عن مجد ذاتي وبالتالي لا يستحق إن يلتفت إليه احد.
ختاما إن أدرك العالم وأدرك النخبة الجنوبيون إن الجنوب هو قضية لا تقبل العبث أو التلاعب وإنها هي من تصنع القادة والزعامات ولا تتأثر بمواقفهم بقدر تأثيرها هي بهم في هذه الحال سيدرك الجميع إن عليهم إن يبدؤوا من الآن التعامل مع هذه القضية كما هي ومن خلال قادتها الحقيقيين …وكفى

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى