تقارير

المكـلا ..أصالة وتراث وحراك(1)

تقع مدينة المكلا على ساحل البحر العربي إلى الشرق من عدن ، وتبعد عنها بنحو (1080 كم) ، وبحسب المصادر الإخبارية فقد أقيمت المدينة في منطقة سهلية بين البحر والجبل ، ويرجع ظهورها الى مطلـع القرن الخامس الهجري ـ الحادي عشر الميلادي ، إذ بدأ تأسيسها أو الاستقرار في موقعها في سنة (1035 ميلادية) ’ويرجع المؤرخ الحضرمي صالح الحامد أن هذه المدينة هي التي بناها الملك المظفر الرسولي بعد سنة (670هـ) ، وجعلها مدينة حصينة إذ قام ببناء الحصون حولها والأسوار الضخمة المنيعة ، وكانت تسمى قديماً بـ ” الخيمة “
لم تعرف باسمها الحالي (المكلاء ) إلا عند إنشاء الإمارة الكسادية في سنة (1115هـ) ، ثم ازدادت شهرتها ومكانتها عندما اتخذتها السلطنة القعيطية حاضرة لها في سنة ( 1915م) ، وأقام بها السلطان واتخذها مقراً للحكم ، وتمتاز المكلا بطابع معماري مميز وفريد بمآذنها ومبانيها البيضاء التي ترتفع إلى أربعة طوابق مشرفة على حافة شاطئ البحر ، ثم ترتفع هذه المباني تدريجياً متسلقة الجبل الذي يقف وراءها شامخاً وحاميا ، ويعرف بقارة المكلا ، وقد حبتها الطبيعة بشواطئ رملية فضية ناعمة محاطة ببساتين خضراء مريحة للناظر
موسم البلدة :
تأخذك المكلا بسحرها وجمالها الخلاب وساحلها المنشغل بمرتاديه الكثر طلبا لبركة (أيام البلدة )وهي المدينة الوحيدة التي استطاعت المزج بين روعة المكان وأصالة المعدن والتاريخ’ فبقيت قلاعها شامخة صامدة عصية على الانكسار محافظة على صبغة الالتزام والمدنية .
وبرغم معاول الهدم والتدمير التي تكالبت وطالت أجزاء واسعة فيها لكن فن التمترس بالذات الحضرمية شكل جدارا واقيا وحاجزا طبيعيا مانعا لكل متطفل أو دخيل .
(غسلة البلدة ترجع العجوز ولده)
يؤمن سكان حضرموت بأن الاغتسال بموسم البلدة في مياه البحر التي بقدرة الله تزيد درجة برودتها يقي كثير من الأدواء والأمراض وخاصة لجلدية منها لذا تراهم يحرصون على اقامتها في كل عام
ولا يعلم تاريخ محدد لبدء موسم البلدة لدى سكان المكلا حيث يعتقد انها تصل الى مئات السنين
يدرك أبناء سواحل حضرموت أن البحر بموسم البلدة تتحول درجة حرارة الماء فيه الى البرودة الشديدة برغم حرارة الصيف يقول الصياد
بارميل :”ما أن تتقدم بخطواتك الأولى قبل شروق الشمس على رمال الشاطئ حتى تشعر برعدة تسري في بدنك وقشعريرة من شدة برودة الماء حتى إذا ارتميت في أحضان البحر واستسلمت لمداعبات أمواجه ينقلب عليك البحر فجأة من بارد إلى دافئ يبعث فيك الشعور بالنشوة والانتعاش ويبدد عن وجهك آثار النوم والكآبة ويخلق فيك طاقة عجيبة لم تجربها من قبل، حتى أن الفرد منا ليتمنى أن لا يخرج من البحر من روعة الاستمتاع بالاغتسال،، وربما هذا هو السر في أن بحر المكلا بموسم البلدة يجمع بين النقيضين الحر والبرد “.
سمير طالب جامعة حضرموت يقول :
:”رغم ما يشاع عن الاغتسال في البحر البارد بقدرته العلاجية على شفاء الأمراض الجلدية وآلام المفاصل والظهر والتقليل من ضغط الدم والقلب وغير ذلك، إلا أننا نشعر بالأسف لعدم قيام الجهات الطبية والعلمية المحلية بإجراء الأبحاث والدراسات حول فوائد الاغتسال في الماء البارد ومدى قدرته العلاجية والصحية على الفرد، الأمر الذي جعل البعض يميل إلى أن الكلام عن فوائد الاغتسال في البحر البارد لا يعدو أن يكون دعاوى مبالغ فيها تفتقر إلى الإثبات العلمي.
يوم الحضارمة مذاق خاص :
للحضارمة طقوس وممارسات ارتبطت غالبا بالبحر ورغم دقتها من حيث الوقت والمادة لكنها بقيت خاصة وصعبة الممارسة على غير الحضارمة ففي الصباح الباكر وتحديدا بعد صلاة الفجر يتناول الحضرمي في مقاهي محددة وجبة مكونة من التمر مصبوب عليها زيت السمسم وكلاهما مليْ بالطاقة والسعرات الحرارية كونهما تساعدان البحارة هل مواجهة يومهم المتعب والشاق ,ويستمر تقديم هذه الوجبة في حدود الساعة فقط ومن جاء بعدها فعلية تناول وجبة أخرى مثل (الباخمري والشاي الأحمر )وبعد صلاة الظهر والتي يحرص السكان هناك على تأديتها بالمسجد التي سرعان ما تكتظ بالمصلين وتغلق معظم المحلات أبوابها استجابة لنداء المؤذن للصلاة .
وبعد انقضاء الصلاة مباشرة عليك كزائر للمدينة التوجه مسرعا الى أقرب مطعم لتناول وجبة الغداء حيث أن تأخرك عن ذلك قد يحرمك من تناول وجبة الغداء فمعظم المطاعم تغلق أبوابها بعد الساعة الواحدة ظهرا ومن الصعوبة بمكان إيجاد مطعم حضرمي مفتوحا بعد ذلك .
وإن قدر لك ودعيت الى منزل صديق (معزوم )لتناول وجبة الغداء فأنت إذا قد دعيت الى مراسم غداء ملكي على بساطة ما يقدم في السفرة لكن طريقة التقديم ونوع المواد وتوقيت تقديمها تحدثك بأصالة أهل هذه المدينة وسر جمالها :
كان المنزل الذي تكرم صاحبه دعوتنا لتناول الغداء فيه محافظا على طابعه التقليدي بسقفه العالي المصنوع من جذوع الأشجار القوية المرصوصة بدقة وكل النوافذ والأبواب وحتى المغاليق منقوشة بنحت جعل كلا منها لوحة فنية رائعة تستحق أن تتصدر جناحا في متحف اللوفر والبيت الحضرمي متعدد الطوابق وكل طابق منفصل بخدماته .
ويحرص الحضارمة على وجود التمر والحنظل (الزعقة )تقدم مع أكواب الشاي الأحمر الصغيرة مرتان وثلاث .
معالم المكلا تاريخ دول:
قصر السلطان القعيطي: :
يقع القصر فوق لسان يمتد على الساحل عند بداية مدخل المكلا الرئيسي والذي كان يعرف قديما بـ ( بدع السدة ) ، بني عام ( 1925 م ) في عهد السلطان غالب بن عوض القعيطي ، ويتكون من ثلاثة أدوار يحيط به سور بمساحة كبيرة طابع بنائه الهندي الذي كان شائعا في ذلك الوقت بين واضح ،ومثله قصر الباع في غيل باوزير ، وقصر السلطان عبد الكريم فضل في حوطة لحج ، وقصره الآخر في كريتر عدن ، و يضم القصر الآن قطعاً أثرية إضافة إلى مخلفات سلاطين الدولة القعيطية .
:- حصن الغويزي :-
يقع حصن الغويزي أمام مدخل مدينة المكلا الشمالي الشرقي ، وهو مبني على صخرة تشرف على الوادي والطريق المؤدي إلى مدخل المدينة الشمالي الشرقي ، ويعود تاريخ إنشائه لسنة ( 1716 م ) في عهد سلاطين آل الكسادي ، وكان الهدف من إنشائه مراقبة الغارات العسكرية القادمة من اتجاه الشمال خاصة تلك الغارات التي كانت تشنها السلطنة الكثيرية والتي اتخذت مدينة سيئون حاضرة لها ، ثم الغارت التي كانت تشنها السلطنة القعيطية التي كانت تسيطر على مدينة الشحر مركزلحكمها ، وبعد استيلائها على المكلا اتخذتها كعاصمة بدلاً عن الشحر العاصمة الأولى ، .
يتكون الدور الأول من عدة غرف ، وعلى جدرانه الخارجية نوافذ عدة منشورية الشكل من جميع الاتجاهات ، والدور الثاني يتميز بنوافذه المتسعة ، أما سطح الحصن فمحاط بحاجز يصل ارتفاعه إلى (1.50 متر) عن مستوى السطح ، وعلى بعد (30 متراً) باتجاه الشمال الشرقي من الحصن يوجد صهريج للماء ـ خزان ـ أقيم بهيئة مبنى تحيط به قناتا مياه من الجهتين الجنوبية والغربية مبنية بالأحجار والقضاض كان الغرض منها تزويد الحصن بالمياه ، وإلى الغرب من الحصن توجد بناية أنشئت مؤخراً بالمقارنة مع تاريخ بناء الحصن شيدت باللبن فوق أساسات مبنية بالأحجار المهندمة أو غير المهندمة ، كما شيدت بعض أجزائها بأحجار أكبر حجماً من أحجار الحصن ، وقد طليت جدرانها بالجص ، وربما أن هذه البناية هي حصن دفاعي آخر إلى جانب حصن الغويزى الذي كان بمثابة حراسة لبوابة مدينة المكلا التي اندثرت مؤخراً .
الأثرية . قرية “القزة”
تقع بالقرب من مدينة الهجرين التاريخية أسفل وادي دوعن – حضرموت و تقع المغارة بالقرب من نبع الماء المسمى شرحبيل في الجزء الأسفل من وادي الغبر و يعد هذا الاكتشاف الأول على مستوى الجزيرة العربية كلها كما يقدر عمر الموقع بأقدم أدوات تعود تاريخها إلى 700 ألف سنة، وقد تصل إلى مليون سنة
والاستنتاج الرئيسي الذي خرجت به البعثة اليمنية السوفيتية العملية المشتركة في عمليات تنقيب عام 84م :” إن الإنسان استوطن حضرموت في بداية المراحل المبكرة للعصر الحجري وقد تطورت حضارته هنا بأقل أو أكثر بالوراثة من جيل إلى أخر عمليا في كل مراحل العصر الحجري لعصر الباليول .
حراك المكلا :في كل زاوية ومجسم, جدار ومعلم ,فرح وتشييع ,مناسبة وطنية أو دينية ,تتنفس المكلا حراك الجنوب ويرتفع علمهم بمثلثه الأزرق فوق كل شئ في ضواحي المدينة وحتى البحر غرس الصيادون في وسطه أكبر علم للجنوب.
في المكلا قد يتحدث الجميع همسا الإ صوت الحراك وأنصاره فصوتهم يصك الآذان شعارات وحشود وتنضيم وممارسه في الحلقة الثانية من تغطية الأمناء الاستطلاعية للمكلا نتناول فيها المدينة في جانبيها السياسي والاجتماعي .
المراجع : كتاب ( المختصر في تاريخ حضرموت العام ) للأستاذ / محمد عبد القادر بامطرف – الطبعة الأولى 1423هـ – 2001م دار حضرموت للدراسات والنشر
المكلا ..أصالة وتراث وحراك (1)
استطلاع :عبد الخالق الحود
تقع مدينة المكلا على ساحل البحر العربي إلى الشرق من عدن ، وتبعد عنها بنحو (1080 كم) ، وبحسب المصادر الإخبارية فقد أقيمت المدينة في منطقة سهلية بين البحر والجبل ، ويرجع ظهورها الى مطلـع القرن الخامس الهجري ـ الحادي عشر الميلادي ، إذ بدأ تأسيسها أو الاستقرار في موقعها في سنة (1035 ميلادية) ’ويرجع المؤرخ الحضرمي صالح الحامد أن هذه المدينة هي التي بناها الملك المظفر الرسولي بعد سنة (670هـ) ، وجعلها مدينة حصينة إذ قام ببناء الحصون حولها والأسوار الضخمة المنيعة ، وكانت تسمى قديماً بـ ” الخيمة “
لم تعرف باسمها الحالي (المكلاء ) إلا عند إنشاء الإمارة الكسادية في سنة (1115هـ) ، ثم ازدادت شهرتها ومكانتها عندما اتخذتها السلطنة القعيطية حاضرة لها في سنة ( 1915م) ، وأقام بها السلطان واتخذها مقراً للحكم ، وتمتاز المكلا بطابع معماري مميز وفريد بمآذنها ومبانيها البيضاء التي ترتفع إلى أربعة طوابق مشرفة على حافة شاطئ البحر ، ثم ترتفع هذه المباني تدريجياً متسلقة الجبل الذي يقف وراءها شامخاً وحاميا ، ويعرف بقارة المكلا ، وقد حبتها الطبيعة بشواطئ رملية فضية ناعمة محاطة ببساتين خضراء مريحة للناظر
موسم البلدة :
تأخذك المكلا بسحرها وجمالها الخلاب وساحلها المنشغل بمرتاديه الكثر طلبا لبركة (أيام البلدة )وهي المدينة الوحيدة التي استطاعت المزج بين روعة المكان وأصالة المعدن والتاريخ’ فبقيت قلاعها شامخة صامدة عصية على الانكسار محافظة على صبغة الالتزام والمدنية .
وبرغم معاول الهدم والتدمير التي تكالبت وطالت أجزاء واسعة فيها لكن فن التمترس بالذات الحضرمية شكل جدارا واقيا وحاجزا طبيعيا مانعا لكل متطفل أو دخيل .
(غسلة البلدة ترجع العجوز ولده)
يؤمن سكان حضرموت بأن الاغتسال بموسم البلدة في مياه البحر التي بقدرة الله تزيد درجة برودتها يقي كثير من الأدواء والأمراض وخاصة لجلدية منها لذا تراهم يحرصون على اقامتها في كل عام
ولا يعلم تاريخ محدد لبدء موسم البلدة لدى سكان المكلا حيث يعتقد انها تصل الى مئات السنين
يدرك أبناء سواحل حضرموت أن البحر بموسم البلدة تتحول درجة حرارة الماء فيه الى البرودة الشديدة برغم حرارة الصيف يقول الصياد
بارميل :”ما أن تتقدم بخطواتك الأولى قبل شروق الشمس على رمال الشاطئ حتى تشعر برعدة تسري في بدنك وقشعريرة من شدة برودة الماء حتى إذا ارتميت في أحضان البحر واستسلمت لمداعبات أمواجه ينقلب عليك البحر فجأة من بارد إلى دافئ يبعث فيك الشعور بالنشوة والانتعاش ويبدد عن وجهك آثار النوم والكآبة ويخلق فيك طاقة عجيبة لم تجربها من قبل، حتى أن الفرد منا ليتمنى أن لا يخرج من البحر من روعة الاستمتاع بالاغتسال،، وربما هذا هو السر في أن بحر المكلا بموسم البلدة يجمع بين النقيضين الحر والبرد “.
سمير طالب جامعة حضرموت يقول :
:”رغم ما يشاع عن الاغتسال في البحر البارد بقدرته العلاجية على شفاء الأمراض الجلدية وآلام المفاصل والظهر والتقليل من ضغط الدم والقلب وغير ذلك، إلا أننا نشعر بالأسف لعدم قيام الجهات الطبية والعلمية المحلية بإجراء الأبحاث والدراسات حول فوائد الاغتسال في الماء البارد ومدى قدرته العلاجية والصحية على الفرد، الأمر الذي جعل البعض يميل إلى أن الكلام عن فوائد الاغتسال في البحر البارد لا يعدو أن يكون دعاوى مبالغ فيها تفتقر إلى الإثبات العلمي.
يوم الحضارمة مذاق خاص :
للحضارمة طقوس وممارسات ارتبطت غالبا بالبحر ورغم دقتها من حيث الوقت والمادة لكنها بقيت خاصة وصعبة الممارسة على غير الحضارمة ففي الصباح الباكر وتحديدا بعد صلاة الفجر يتناول الحضرمي في مقاهي محددة وجبة مكونة من التمر مصبوب عليها زيت السمسم وكلاهما مليْ بالطاقة والسعرات الحرارية كونهما تساعدان البحارة هل مواجهة يومهم المتعب والشاق ,ويستمر تقديم هذه الوجبة في حدود الساعة فقط ومن جاء بعدها فعلية تناول وجبة أخرى مثل (الباخمري والشاي الأحمر )وبعد صلاة الظهر والتي يحرص السكان هناك على تأديتها بالمسجد التي سرعان ما تكتظ بالمصلين وتغلق معظم المحلات أبوابها استجابة لنداء المؤذن للصلاة .
وبعد انقضاء الصلاة مباشرة عليك كزائر للمدينة التوجه مسرعا الى أقرب مطعم لتناول وجبة الغداء حيث أن تأخرك عن ذلك قد يحرمك من تناول وجبة الغداء فمعظم المطاعم تغلق أبوابها بعد الساعة الواحدة ظهرا ومن الصعوبة بمكان إيجاد مطعم حضرمي مفتوحا بعد ذلك .
وإن قدر لك ودعيت الى منزل صديق (معزوم )لتناول وجبة الغداء فأنت إذا قد دعيت الى مراسم غداء ملكي على بساطة ما يقدم في السفرة لكن طريقة التقديم ونوع المواد وتوقيت تقديمها تحدثك بأصالة أهل هذه المدينة وسر جمالها :
كان المنزل الذي تكرم صاحبه دعوتنا لتناول الغداء فيه محافظا على طابعه التقليدي بسقفه العالي المصنوع من جذوع الأشجار القوية المرصوصة بدقة وكل النوافذ والأبواب وحتى المغاليق منقوشة بنحت جعل كلا منها لوحة فنية رائعة تستحق أن تتصدر جناحا في متحف اللوفر والبيت الحضرمي متعدد الطوابق وكل طابق منفصل بخدماته .
ويحرص الحضارمة على وجود التمر والحنظل (الزعقة )تقدم مع أكواب الشاي الأحمر الصغيرة مرتان وثلاث .
معالم المكلا تاريخ دول:
قصر السلطان القعيطي: :
يقع القصر فوق لسان يمتد على الساحل عند بداية مدخل المكلا الرئيسي والذي كان يعرف قديما بـ ( بدع السدة ) ، بني عام ( 1925 م ) في عهد السلطان غالب بن عوض القعيطي ، ويتكون من ثلاثة أدوار يحيط به سور بمساحة كبيرة طابع بنائه الهندي الذي كان شائعا في ذلك الوقت بين واضح ،ومثله قصر الباع في غيل باوزير ، وقصر السلطان عبد الكريم فضل في حوطة لحج ، وقصره الآخر في كريتر عدن ، و يضم القصر الآن قطعاً أثرية إضافة إلى مخلفات سلاطين الدولة القعيطية .
:- حصن الغويزي :-
يقع حصن الغويزي أمام مدخل مدينة المكلا الشمالي الشرقي ، وهو مبني على صخرة تشرف على الوادي والطريق المؤدي إلى مدخل المدينة الشمالي الشرقي ، ويعود تاريخ إنشائه لسنة ( 1716 م ) في عهد سلاطين آل الكسادي ، وكان الهدف من إنشائه مراقبة الغارات العسكرية القادمة من اتجاه الشمال خاصة تلك الغارات التي كانت تشنها السلطنة الكثيرية والتي اتخذت مدينة سيئون حاضرة لها ، ثم الغارت التي كانت تشنها السلطنة القعيطية التي كانت تسيطر على مدينة الشحر مركزلحكمها ، وبعد استيلائها على المكلا اتخذتها كعاصمة بدلاً عن الشحر العاصمة الأولى ، .
يتكون الدور الأول من عدة غرف ، وعلى جدرانه الخارجية نوافذ عدة منشورية الشكل من جميع الاتجاهات ، والدور الثاني يتميز بنوافذه المتسعة ، أما سطح الحصن فمحاط بحاجز يصل ارتفاعه إلى (1.50 متر) عن مستوى السطح ، وعلى بعد (30 متراً) باتجاه الشمال الشرقي من الحصن يوجد صهريج للماء ـ خزان ـ أقيم بهيئة مبنى تحيط به قناتا مياه من الجهتين الجنوبية والغربية مبنية بالأحجار والقضاض كان الغرض منها تزويد الحصن بالمياه ، وإلى الغرب من الحصن توجد بناية أنشئت مؤخراً بالمقارنة مع تاريخ بناء الحصن شيدت باللبن فوق أساسات مبنية بالأحجار المهندمة أو غير المهندمة ، كما شيدت بعض أجزائها بأحجار أكبر حجماً من أحجار الحصن ، وقد طليت جدرانها بالجص ، وربما أن هذه البناية هي حصن دفاعي آخر إلى جانب حصن الغويزى الذي كان بمثابة حراسة لبوابة مدينة المكلا التي اندثرت مؤخراً .
الأثرية . قرية “القزة”
تقع بالقرب من مدينة الهجرين التاريخية أسفل وادي دوعن – حضرموت و تقع المغارة بالقرب من نبع الماء المسمى شرحبيل في الجزء الأسفل من وادي الغبر و يعد هذا الاكتشاف الأول على مستوى الجزيرة العربية كلها كما يقدر عمر الموقع بأقدم أدوات تعود تاريخها إلى 700 ألف سنة، وقد تصل إلى مليون سنة
والاستنتاج الرئيسي الذي خرجت به البعثة اليمنية السوفيتية العملية المشتركة في عمليات تنقيب عام 84م :” إن الإنسان استوطن حضرموت في بداية المراحل المبكرة للعصر الحجري وقد تطورت حضارته هنا بأقل أو أكثر بالوراثة من جيل إلى أخر عمليا في كل مراحل العصر الحجري لعصر الباليول .
حراك المكلا :في كل زاوية ومجسم, جدار ومعلم ,فرح وتشييع ,مناسبة وطنية أو دينية ,تتنفس المكلا حراك الجنوب ويرتفع علمهم بمثلثه الأزرق فوق كل شئ في ضواحي المدينة وحتى البحر غرس الصيادون في وسطه أكبر علم للجنوب.
في المكلا قد يتحدث الجميع همسا الإ صوت الحراك وأنصاره فصوتهم يصك الآذان شعارات وحشود وتنضيم وممارسه في الحلقة الثانية من تغطية الأمناء الاستطلاعية للمكلا نتناول فيها المدينة في جانبيها السياسي والاجتماعي .
المراجع : كتاب ( المختصر في تاريخ حضرموت العام ) للأستاذ / محمد عبد القادر بامطرف – الطبعة الأولى 1423هـ – 2001م دار حضرموت للدراسات والنشر
المكلا ..أصالة وتراث وحراك (1)
استطلاع :عبد الخالق الحود
تقع مدينة المكلا على ساحل البحر العربي إلى الشرق من عدن ، وتبعد عنها بنحو (1080 كم) ، وبحسب المصادر الإخبارية فقد أقيمت المدينة في منطقة سهلية بين البحر والجبل ، ويرجع ظهورها الى مطلـع القرن الخامس الهجري ـ الحادي عشر الميلادي ، إذ بدأ تأسيسها أو الاستقرار في موقعها في سنة (1035 ميلادية) ’ويرجع المؤرخ الحضرمي صالح الحامد أن هذه المدينة هي التي بناها الملك المظفر الرسولي بعد سنة (670هـ) ، وجعلها مدينة حصينة إذ قام ببناء الحصون حولها والأسوار الضخمة المنيعة ، وكانت تسمى قديماً بـ ” الخيمة “
لم تعرف باسمها الحالي (المكلاء ) إلا عند إنشاء الإمارة الكسادية في سنة (1115هـ) ، ثم ازدادت شهرتها ومكانتها عندما اتخذتها السلطنة القعيطية حاضرة لها في سنة ( 1915م) ، وأقام بها السلطان واتخذها مقراً للحكم ، وتمتاز المكلا بطابع معماري مميز وفريد بمآذنها ومبانيها البيضاء التي ترتفع إلى أربعة طوابق مشرفة على حافة شاطئ البحر ، ثم ترتفع هذه المباني تدريجياً متسلقة الجبل الذي يقف وراءها شامخاً وحاميا ، ويعرف بقارة المكلا ، وقد حبتها الطبيعة بشواطئ رملية فضية ناعمة محاطة ببساتين خضراء مريحة للناظر
موسم البلدة :
تأخذك المكلا بسحرها وجمالها الخلاب وساحلها المنشغل بمرتاديه الكثر طلبا لبركة (أيام البلدة )وهي المدينة الوحيدة التي استطاعت المزج بين روعة المكان وأصالة المعدن والتاريخ’ فبقيت قلاعها شامخة صامدة عصية على الانكسار محافظة على صبغة الالتزام والمدنية .
وبرغم معاول الهدم والتدمير التي تكالبت وطالت أجزاء واسعة فيها لكن فن التمترس بالذات الحضرمية شكل جدارا واقيا وحاجزا طبيعيا مانعا لكل متطفل أو دخيل .
(غسلة البلدة ترجع العجوز ولده)
يؤمن سكان حضرموت بأن الاغتسال بموسم البلدة في مياه البحر التي بقدرة الله تزيد درجة برودتها يقي كثير من الأدواء والأمراض وخاصة لجلدية منها لذا تراهم يحرصون على اقامتها في كل عام
ولا يعلم تاريخ محدد لبدء موسم البلدة لدى سكان المكلا حيث يعتقد انها تصل الى مئات السنين
يدرك أبناء سواحل حضرموت أن البحر بموسم البلدة تتحول درجة حرارة الماء فيه الى البرودة الشديدة برغم حرارة الصيف يقول الصياد
بارميل :”ما أن تتقدم بخطواتك الأولى قبل شروق الشمس على رمال الشاطئ حتى تشعر برعدة تسري في بدنك وقشعريرة من شدة برودة الماء حتى إذا ارتميت في أحضان البحر واستسلمت لمداعبات أمواجه ينقلب عليك البحر فجأة من بارد إلى دافئ يبعث فيك الشعور بالنشوة والانتعاش ويبدد عن وجهك آثار النوم والكآبة ويخلق فيك طاقة عجيبة لم تجربها من قبل، حتى أن الفرد منا ليتمنى أن لا يخرج من البحر من روعة الاستمتاع بالاغتسال،، وربما هذا هو السر في أن بحر المكلا بموسم البلدة يجمع بين النقيضين الحر والبرد “.
سمير طالب جامعة حضرموت يقول :
:”رغم ما يشاع عن الاغتسال في البحر البارد بقدرته العلاجية على شفاء الأمراض الجلدية وآلام المفاصل والظهر والتقليل من ضغط الدم والقلب وغير ذلك، إلا أننا نشعر بالأسف لعدم قيام الجهات الطبية والعلمية المحلية بإجراء الأبحاث والدراسات حول فوائد الاغتسال في الماء البارد ومدى قدرته العلاجية والصحية على الفرد، الأمر الذي جعل البعض يميل إلى أن الكلام عن فوائد الاغتسال في البحر البارد لا يعدو أن يكون دعاوى مبالغ فيها تفتقر إلى الإثبات العلمي.
يوم الحضارمة مذاق خاص :
للحضارمة طقوس وممارسات ارتبطت غالبا بالبحر ورغم دقتها من حيث الوقت والمادة لكنها بقيت خاصة وصعبة الممارسة على غير الحضارمة ففي الصباح الباكر وتحديدا بعد صلاة الفجر يتناول الحضرمي في مقاهي محددة وجبة مكونة من التمر مصبوب عليها زيت السمسم وكلاهما مليْ بالطاقة والسعرات الحرارية كونهما تساعدان البحارة هل مواجهة يومهم المتعب والشاق ,ويستمر تقديم هذه الوجبة في حدود الساعة فقط ومن جاء بعدها فعلية تناول وجبة أخرى مثل (الباخمري والشاي الأحمر )وبعد صلاة الظهر والتي يحرص السكان هناك على تأديتها بالمسجد التي سرعان ما تكتظ بالمصلين وتغلق معظم المحلات أبوابها استجابة لنداء المؤذن للصلاة .
وبعد انقضاء الصلاة مباشرة عليك كزائر للمدينة التوجه مسرعا الى أقرب مطعم لتناول وجبة الغداء حيث أن تأخرك عن ذلك قد يحرمك من تناول وجبة الغداء فمعظم المطاعم تغلق أبوابها بعد الساعة الواحدة ظهرا ومن الصعوبة بمكان إيجاد مطعم حضرمي مفتوحا بعد ذلك .
وإن قدر لك ودعيت الى منزل صديق (معزوم )لتناول وجبة الغداء فأنت إذا قد دعيت الى مراسم غداء ملكي على بساطة ما يقدم في السفرة لكن طريقة التقديم ونوع المواد وتوقيت تقديمها تحدثك بأصالة أهل هذه المدينة وسر جمالها :
كان المنزل الذي تكرم صاحبه دعوتنا لتناول الغداء فيه محافظا على طابعه التقليدي بسقفه العالي المصنوع من جذوع الأشجار القوية المرصوصة بدقة وكل النوافذ والأبواب وحتى المغاليق منقوشة بنحت جعل كلا منها لوحة فنية رائعة تستحق أن تتصدر جناحا في متحف اللوفر والبيت الحضرمي متعدد الطوابق وكل طابق منفصل بخدماته .
ويحرص الحضارمة على وجود التمر والحنظل (الزعقة )تقدم مع أكواب الشاي الأحمر الصغيرة مرتان وثلاث .
معالم المكلا تاريخ دول:
قصر السلطان القعيطي: :
يقع القصر فوق لسان يمتد على الساحل عند بداية مدخل المكلا الرئيسي والذي كان يعرف قديما بـ ( بدع السدة ) ، بني عام ( 1925 م ) في عهد السلطان غالب بن عوض القعيطي ، ويتكون من ثلاثة أدوار يحيط به سور بمساحة كبيرة طابع بنائه الهندي الذي كان شائعا في ذلك الوقت بين واضح ،ومثله قصر الباع في غيل باوزير ، وقصر السلطان عبد الكريم فضل في حوطة لحج ، وقصره الآخر في كريتر عدن ، و يضم القصر الآن قطعاً أثرية إضافة إلى مخلفات سلاطين الدولة القعيطية .
:- حصن الغويزي :-
يقع حصن الغويزي أمام مدخل مدينة المكلا الشمالي الشرقي ، وهو مبني على صخرة تشرف على الوادي والطريق المؤدي إلى مدخل المدينة الشمالي الشرقي ، ويعود تاريخ إنشائه لسنة ( 1716 م ) في عهد سلاطين آل الكسادي ، وكان الهدف من إنشائه مراقبة الغارات العسكرية القادمة من اتجاه الشمال خاصة تلك الغارات التي كانت تشنها السلطنة الكثيرية والتي اتخذت مدينة سيئون حاضرة لها ، ثم الغارت التي كانت تشنها السلطنة القعيطية التي كانت تسيطر على مدينة الشحر مركزلحكمها ، وبعد استيلائها على المكلا اتخذتها كعاصمة بدلاً عن الشحر العاصمة الأولى ، .
يتكون الدور الأول من عدة غرف ، وعلى جدرانه الخارجية نوافذ عدة منشورية الشكل من جميع الاتجاهات ، والدور الثاني يتميز بنوافذه المتسعة ، أما سطح الحصن فمحاط بحاجز يصل ارتفاعه إلى (1.50 متر) عن مستوى السطح ، وعلى بعد (30 متراً) باتجاه الشمال الشرقي من الحصن يوجد صهريج للماء ـ خزان ـ أقيم بهيئة مبنى تحيط به قناتا مياه من الجهتين الجنوبية والغربية مبنية بالأحجار والقضاض كان الغرض منها تزويد الحصن بالمياه ، وإلى الغرب من الحصن توجد بناية أنشئت مؤخراً بالمقارنة مع تاريخ بناء الحصن شيدت باللبن فوق أساسات مبنية بالأحجار المهندمة أو غير المهندمة ، كما شيدت بعض أجزائها بأحجار أكبر حجماً من أحجار الحصن ، وقد طليت جدرانها بالجص ، وربما أن هذه البناية هي حصن دفاعي آخر إلى جانب حصن الغويزى الذي كان بمثابة حراسة لبوابة مدينة المكلا التي اندثرت مؤخراً .
الأثرية . قرية “القزة”
تقع بالقرب من مدينة الهجرين التاريخية أسفل وادي دوعن – حضرموت و تقع المغارة بالقرب من نبع الماء المسمى شرحبيل في الجزء الأسفل من وادي الغبر و يعد هذا الاكتشاف الأول على مستوى الجزيرة العربية كلها كما يقدر عمر الموقع بأقدم أدوات تعود تاريخها إلى 700 ألف سنة، وقد تصل إلى مليون سنة
والاستنتاج الرئيسي الذي خرجت به البعثة اليمنية السوفيتية العملية المشتركة في عمليات تنقيب عام 84م :” إن الإنسان استوطن حضرموت في بداية المراحل المبكرة للعصر الحجري وقد تطورت حضارته هنا بأقل أو أكثر بالوراثة من جيل إلى أخر عمليا في كل مراحل العصر الحجري لعصر الباليول .
حراك المكلا :في كل زاوية ومجسم, جدار ومعلم ,فرح وتشييع ,مناسبة وطنية أو دينية ,تتنفس المكلا حراك الجنوب ويرتفع علمهم بمثلثه الأزرق فوق كل شئ في ضواحي المدينة وحتى البحر غرس الصيادون في وسطه أكبر علم للجنوب.
في المكلا قد يتحدث الجميع همسا الإ صوت الحراك وأنصاره فصوتهم يصك الآذان شعارات وحشود وتنضيم وممارسه في الحلقة الثانية من تغطية الأمناء الاستطلاعية للمكلا نتناول فيها المدينة في جانبيها السياسي والاجتماعي .
المراجع : كتاب ( المختصر في تاريخ حضرموت العام ) للأستاذ / محمد عبد القادر بامطرف – الطبعة الأولى 1423هـ – 2001م دار حضرموت للدراسات والنشر

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى